أدوات ذكاء اصطناعي تُحدث ثورة في التعليم والتراث .

أدوات ذكاء اصطناعي تُحدث ثورة في التعليم والتراث .

 

ChatGPT said:

في تطور حديث، أطلقت Google أداة جديدة داخل روبوت المحادثة Gemini تحمل اسم "التعلّم الموجّه" أو Guided Learning. الأداة مصممة لتكون بمثابة معلم ذكي يساعد المستخدم على تعلم مواضيع مختلفة بطريقة تفاعلية ومخصصة حسب المستوى. تعتمد الأداة على خوارزميات متقدمة تسمح لها بتقديم مسارات تعليمية منظمة، تطرح الأسئلة، تصحّح الإجابات، وتوفر تعليقات فورية. تهدف Google من خلال هذه الخطوة إلى منافسة أنظمة تعليم الذكاء الاصطناعي الأخرى مثل وضع الدراسة في ChatGPT أو أدوات أكاديمية مدعومة بـ AI، مع دمج التعليم ضمن تجربة المحادثة اليومية العادية.

الأداة الجديدة تدعم مجالات متعددة تشمل البرمجة، اللغات، الرياضيات، وحتى بعض المواضيع العلمية، وتمنح المستخدمين تجربة تعلم تشبه التعليم الشخصي. يمكن للمستخدم أن يتفاعل مع Gemini كما يتفاعل مع معلم خاص، حيث يتم توجيه الأسئلة بناءً على الأداء وتحسين الفهم مع كل تكرار. يعتبر هذا الدمج بين الذكاء الاصطناعي والتعليم التفاعلي من أبرز الابتكارات التي تعزز استخدام روبوتات الدردشة في السياقات التعليمية الواقعية، وقد يصبح جزءًا أساسيًا من بيئات التعلم في المستقبل القريب.

في سياق آخر، أعلن فريق من الباحثين الأوروبيين عن تطوير أداة ذكاء اصطناعي جديدة تحمل اسم Aeneas، مصممة خصيصًا لترميم النقوش الرومانية القديمة المكتوبة باللاتينية. تعتمد الأداة على تقنيات تعلم عميق تتغذى على آلاف النقوش السليمة لتتعلم النمط اللغوي والمعماري لتلك الحقبة. حين تُعرض عليها نقوش متآكلة أو غير مكتملة، تحاول Aeneas إعادة بناء النصوص المفقودة أو المتضررة بدقة عالية، مع تقديم تفسيرات لغوية مدعومة بالسياق التاريخي.

الذكاء الاصطناعي في Aeneas لا يقتصر فقط على اللغة، بل يدمج تحليلًا بصريًا للنقش الحجري، مثل انحناءات الحروف، والمسافات، والخطوط المنحوتة، ليحدد ما يمكن أن يكون موجودًا في الأجزاء المفقودة. هذا النوع من الاستخدام يقدم قفزة كبيرة في مجال علم الآثار، حيث كانت مثل هذه المهام تحتاج لسنوات من العمل اليدوي الدقيق من خبراء في اللغة والتاريخ والفن الروماني القديم.

التجارب الأولية أثبتت دقة الأداة وقدرتها على توقع النصوص الناقصة بنسبة كبيرة من الصحة، ما ساعد على كشف معاني جديدة في بعض النقوش التي كانت غير مفهومة سابقًا. من المتوقع أن يتم استخدام Aeneas في مشاريع متاحف أوروبية ومراكز بحثية متخصصة، حيث يمكن أن يسهم هذا الابتكار في إعادة بناء أجزاء من التاريخ البشري المفقود.

هذا الاتجاه لا يقتصر فقط على مجال التراث، بل يعكس التوسع المتسارع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في ميادين غير تقليدية، مثل الدراسات الكلاسيكية والتاريخية، مما يفتح الباب أمام إمكانيات جديدة في ربط التكنولوجيا بالماضي. وتشير هذه التطورات إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي لا تقتصر على الإنتاج والتسويق، بل يمكن أن تلعب دورًا مركزيًا في حفظ وإحياء المعرفة البشرية القديمة بطريقة لم تكن ممكنة سابقًا.

شارك هذا المقال