العالم يشهد تسارعًا كبيرًا في تطورات الذكاء الاصطناعي، حيث دخلت كبرى الشركات في سباق استثماري وتقني واضح. أمازون استحوذت على شركة ناشئة متخصصة في الأجهزة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي بهدف تعزيز حضورها في سوق الأجهزة القابلة للارتداء. في الصين، أطلقت علي بابا نموذج “Qwen3‑Coder” المفتوح المصدر، ليكون أداة متقدمة لمساعدة المطورين في مهام البرمجة، بينما أعلنت مايكروسوفت عن نظام طبي يعمل بالذكاء الاصطناعي يتمتع بدقة عالية في التشخيص، وُصف بأنه يتفوق على الأطباء في حالات معينة.
في الجانب البحثي، كشفت DeepMind عن نموذج AlphaGenome القادر على تفسير ما يُعرف بـ"المادة المظلمة" في الجينوم البشري، مما يمهد الطريق لتحسين التشخيص الوراثي. كما أعلنت Google DeepMind عن تقدم جديد في الذكاء الاصطناعي الروبوتي عبر نموذج Gemini Robotic، الذي يُمكّن الروبوتات من العمل في بيئات غير متصلة بالسحابة، مع طرح نسخة مفتوحة المصدر واختبارات تقييم أمان مرافقة. أما Google فقد أضافت وضعية جديدة للبحث باسم "AI Mode"، تتيح للمستخدمين توليد تصميمات وملابس تلقائيًا بالاعتماد على أوصافهم فقط.
تشهد صناعة الرقاقات قفزة جديدة مع سعي الشركات نحو تطوير شرائح ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة وأقل استهلاكًا للطاقة، الأمر الذي يُعد ضروريًا لتوسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي في الأجهزة اليومية. في قطاع الرياضة، بدأت بعض الأندية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن الإصابات الرياضية ومنعها قبل حدوثها، فيما أطلقت شركة GoBuild أدوات ذكاء اصطناعي مخصصة لإدارة مواقع البناء عن بُعد بطريقة مرنة وفعالة وقابلة للتوسع.
وفي عالم البرمجة، ظهرت أدوات متقدمة مثل Qwen 3 Coder التي تفوقت على GPT-4.1 في اختبارات الكود البرمجي، كما كشفت Google عن أدوات جديدة ضمن مبادرة Vibe Coding مثل "Opal" و"Jules" لتسهيل تطوير التطبيقات باستخدام الذكاء الاصطناعي. تزامنًا مع هذه التطورات، حذر رئيس مجلس إدارة OpenAI من التكاليف الهائلة لتدريب النماذج الكبيرة، كما نُشر تحذير بشأن سلامة محادثات المستخدمين عبر ChatGPT، مشيرًا إلى أن مستوى الأمان لا يزال غير كافٍ في بعض الحالات.
أخيرًا، برزت نقاشات أخلاقية حول التحيزات الفلسفية في النماذج التوليدية، كما كشف تقرير من المنتدى الاقتصادي العالمي أن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل سوق العمل بشكل جذري، مع ارتفاع الطلب على مهارات مثل هندسة التعليمات وتحليل البيانات، ما يتطلب من الأفراد والقطاعات الاستعداد لتحولات جذرية في بيئة العمل.
